وقال الكاتب الأردني في تقرير بعنوان "من سوريا إلى غزة.. " إن هدف الكيان الحقيقي هو شل أي قوة إقليمية قد توازن هيمنته، حتى لو اضطر إلى اختراع أعداء جدد.
وأضاف: في غزة تتحول كلمة التطهير إلى فعل ميداني وتهجير الفلسطينيين ليس مجرد انتقام من حماس، بل محو كامل لفكرة المقاومة، وتحويل القطاع إلى سجن كبير بلا سجناء.
وفي إشارة إلى تصريحات وزير المالية الصهيوني المتطرف "بتسلئيل سموتريتش"، بأن الحرب الحالية في غزة ستنتهي عندما يتم تقسيم سوريا، وقال: هذه ليست مجرد تهديدات عابرة، بل خلاصة رؤية استعمارية تكرست منذ عقود، سوريا يجب أن تظل مفككة، وإيران مجردة من أي قوة ردع، وغزة خالية من حماس وشعبها.
وأضاف قبيلات: هذا الثالوث ليس شعارات، بل خارطة طريق تعمل عليها آلة الحرب الصهيونية بدعم غربي مطلق، وبأدوات تتراوح بين القصف المباشر واستغلال الانقسامات الطائفية.
وتابع قائلا: ففي سوريا، حيث يعلن الكيان الصهيوني عن غاراته الجديدة دفاعا عن الدروز، تختزل المأساة السورية في لعبة دموية، و"إسرائيل" تريد سوريا ساحة مفتوحة للصراع، لا دولة موحدة.
وأوضح أن النظام السوري، رغم تنفيذه شروط المجتمع الدولي، يظل في نظر الكيان عدوا يجب ألا ينهض، فسوريا المستقرة تعني قلبا عربيا نابضا قد يعيد تشكيل موازين القوى. وهنا تكمن المفارقة: ما يسميه الكيان حماية للأقليات هو ذريعة لتكريس التفتيت، تماما كما فعل مع ورقة الأكراد في شمال سوريا.
ولفت إلى أن المشهد لا يكتمل دون الوقوف عند الدور الأمريكي، الذي تجاوز كونه دعما إلى تواطؤ صريح، وقال: فالدب الصهيوني في واشنطن لا يكتفي بسرقة الأراضي، بل يصنع أزمات اقتصادية وهمية في الدول العربية، ويغذي نزاعاتها الداخلية، حتى تصبح الشعوب العربية مشغولة بصراعاتها عن مواجهة الاحتلال.
وأضاف: إن الخراب العربي، بهذا المعنى، ليس مجرد نتيجة حتمية لضعف داخلي، بل مشروع صهيوني تديره ماكينات إعلامية وسياسية وعسكرية بلا توقف.
وقال قبيلات: إن السؤال الذي يفرض نفسه: هل يدرك العرب أن استقرارهم قوة، وأن وحدتهم سلاح؟ التاريخ يقول إن "إسرائيل" تحارب دائما الفكرة قبل الأرض، وتخشى العرب حين يتوقفون عن لعبة التناحر الداخلي. فالمواجهة الحقيقية تبدأ بوعي اللعبة، وبإعادة بناء الذات قبل استعادة الأرض.
أضف تعليقا
تعليقات (0)